العقـاد الشـاعـر.

كتب الناقد الكبير رجاء النقاش عن العقاد الشاعر فالتحق بالأغلبية التي لا تجبر شعر العقاد. ويعلم الأستاذ رجاء النقاش من لقاءاتٍ عديدة طويلة بيننا أنني أحفظ معظم شعر العقاد. ووجهة نظري في شعر العقاد (بين بين): فأنا أرى كثيراً من الصواب فيما يتجه إليه كثيرون أن درجة اليقظة التي كان يكتب العقاد بها شعره تجعل الكثير من قصائده نوع من هندسة الكلمات والمعاني والمباني يغلبُ عليها في الروح "النظر العقلي" وفي الشكل "الصنع الجيد أحياناً وغير الجيد في بعض الأحايين". ولكن إطلاق الأحكام هكذا سمة من سمات العقل العربي الذي يجمع المفكرون العالميون اليوم على كونه أكثر العقول ابتعاداً عن العصر ومناهج الحوار الحديثة وطرائق التقييم في زمن التحضر والتمدن والتقدم. غريبٌ أن يكتب الأستاذ الكبير رجاء النقاش ما كتب وبيدي قصيدة العقاد (ترجمة شيطان) وهي قصيدة مطولة كتبها العقاد سنة 1916 (أي وهو في السابعة والعشرين) وترجمها الدكتور زكي نجيب محمود ترجمة إنجليزية رائعة أحفظها عن ظهر قلب. وفي إعتقادي ، أن (ترجمة شيطان) بالإنجليزية لا تقل في عبقريتها عن أعمال لميلتون وتي أس إيليوت. ولكنني أعرف أن النص الإنجليزي للقصيدة فوق إمكانات معظم لانقاد العرب المعاصرين أما النص العربي ففيه روح تمرد على الوجود (بل وأكثر من لك كثيراً) وهو ما يجعل رجلاً إشتهر بتجنب المشكلات مثل الأستاذ رجاء النقاش لا يتطرق لقصيدة العقاد (ترجمة شيطان). فهل هذا موقف موضوعي أن نخاف رد فعل الدهماء فلا نتكلم عن عمل أدبي فذ سمعتُ عنه من أساتذة أدب بريطانيين كثيرين ومن الدكتور زكي نجيب محمود ما لا يجعلني بحاجةٍ لأن أسمع وجهة نظر أي ناقد محلي – أياً كان وكانت منزلته ، فأنا مثل الدكتور حسين فوزي إعترافاتي بالنجاحات المحلية محدود للغاية.