صفعة صاعقة على وجه التخلف بالكويت.


كنت أشعر خلال السنوات الماضية بأن الشخصيات السياسية التي كانت تعارض إعطاء المرأة الكويتية حقوقها السياسية تفضحنا أمام العالم وهي تصر على موقفها الهمجي البدوي القبلي القرون الأوسطي الذي جعل العالم ينظر إلينا كعار – وهو عار حقيقي تسبب فيه هؤلاء الجرذان الذين ظلوا متمسكين بأن يبقوا كفئران لزجة تثير إشمئزاز كل متحضر مع إصرار موازي على البقاء في بالوعات القرون الوسطى.

أما نحن أبناء هذه المنطقة من المؤمنين بالعلم والمدنية والإنسانية فقد إستبد بنا شعور عارم بالخزي والعار الذي ألحقه بنا فئران بالوعات القرون الوسطى.

ولم ترحمنا السعودية ، فإذا بها بعد أن كانت تمنح العفو للقتلة من جرذان التخلف السعوديين (قتلة الأبرياء وسفكة الدماء) فإذا بها تحكم بالسجن لمدد طويلة على مثقفين سعوديين لبشاعة الجرم الذي إقترفوه عندما طالبوا بإنتقال النظام السياسي في السعودية إلى نظام ملكية دستورية. مرة أخرى: شعرنا بخزي لا حد له. وتساءلنا: لماذا يا رب لا يفكر أحد كالجرذان في العالم إلاِّ عندنا؟ ..

العالم المتقدم والمتحضر يسلم بمساواة المرأة مساواة مطلقة مع الرجل في كافة الحقوق والواجبات – إلاِّ بعض مجتمعاتنا فإنها تستشير طائفة من أكثر أهل الأرض جهلاً ومحدودية عقل وإنغلاق وتعصب مقيت فتأتي الفتوى مستحقة كلمات بيرم التونسي على مشايخ مصر منذ ثمانين سنة:

يلعن أبوكم كلكم
ويدوس فضيلة علمكم
كلاب ما يشبع بطنكم
غير الرشاوي يا غجر.

لماذا لا يتسم معظم حكامنا بالجرأة المطلوبة فيمن هو قائد وتقول للمجتمع بأسره أن (السخام) المتداول بين أصحاب اللحى عن (المرأة) و(غير المسلمين) .. وخلافه سوف يوقف بحزم وحسم لا يعرف الهوادة.

أنا لست كويتياً ، ولكنني حزنت على غزو كبير مجرمي العرب صدام للكويت (1990) وكأن الكويت بلدي. وفرحت لكسره في أوائل 1991 وكأنه كسر من أجل بلدي .. وفرحت مرة أخرى عندما تم إخراجه كجرذٍ يختفي (مع الهلع) في حفرة حقيرة .. وحزنت لأمر المرأة الكويتية كأنها أبنه بلدي .. وفرحت لضربة القفا القوية التي تلقاها جرذان التخلف في الكويت كأنه إنتصار شخصي لي.

أحزنني (للنخاع) ما حكم بع على ثلاثة من المثقفين السعوديين ، وبقدر ما فرحت للكف الذي صدحت ضربته على قفا جرذان التخلف في الكويت ، فقد فرحت لما فعله الشعب اللبناني وأدى لإنتهاء الوجود السوري في لبنان ، ولسقوط حكومته عمر كرامي ، وللإنكسار النسبي للرئيس لحود الذي أساء لوطنه عندما إستعان بالخارج لتمديد فترو رئاسته (على خلاف القواعد الدستورية) .. والقاسم المشترك بين كل ذلك هو "تقديس الحرية".